يعتبر الإعداد البدني للمنتخبات عملية متداخلة ومتناغمة مع إعداد اللاعبين مع أنديتهم التي يلعبون لها، خاصة وان مستويات الأندية التي يلعب لها لاعبو المنتخب تحدد بشكل كبير مستواه الفني.
ولا شك بأن الإعداد البدني للمنتخبات يختلف بشكل كبير عن إعداد الأندية، كونه لا يمر ضمن نفس مراحل الإعداد المعروفة (عام – خاص – منافسات)، بسبب قصر المدة الزمنية التي تكون فيها عناصر المنتخب متاحة (أيام الفيفا).
وترتكز فلسفة الإعداد البدني للمنتخبات بالمحافظة على المستوى الفني من خلال أحمال تدريبية مقننة بشكل متناهي الدقة ومنسجم مع المباريات المبرمجة في أيام فيفا، كون هذه فترات تعتبر قصيرة ليتم فيها برمجة أحمال تدريبية مؤثرة.
وتعد الاختبارات جزءاً أساسياً في الإعداد البدني للتأكد من ملائمة حمل التدريب لمستوى اللاعبين ، ولكن في المنتخبات الوطنية تكون بمثابة الهاجس الذي يؤرق بعض اللاعبين حيث تكون الاختبارات مبرمجة كعنصر مساعد، وأحياناً تكون حاسمة في اختيار القائمة الأولية للمنتخب.
ويلجأ المعد البدني لجرعات تدريبية عالية الحجم والشدة لأيام متتالية لا تتجاوز الـ 5 أيام ، وهي ما يسمى بطفرة الحمل ، وتهدف إلى رفع المستوى أو تدارك النقص البدني في حال وجوده الممكن أن تكون طفرة الحمل أحد خيارات المعد البدني للمنتخب ومن والتي يمكن استخدامها في أوقات محددة وشروط دقيقة جداً.
الدوريات الضعيفة وانعكاسها على المنتخبات الوطنية
جميع المنتخبات التي يأتي لاعبوها من دوريات ضعيفة يعاني المعد البدني بشكل كبير، كون أحجام الركض تختلف كثيراً، فهناك دوريات ضعيفة يركض اللاعب خلال مبارياتها ما بين 5 وحتى 6 كم، في الوقت الذي يطلب فيه مجهود أكبر وقطه مساحات أعلى في المنتخبات بحيث لا تقل عن 8 كم في المباراة الواحدة.
ولا شك بأن هذا الفرق الكبير لا يمكن تعويضه بسهولة، فالعمل البدني هو تراكمي، والوقت المتاح قليل جداً لاستدراك الأمر.
الدوريات القوية وخوض 45 مباراة.
فيما نجد أن المسافة التي يقطعها كل اللاعب في المنتخبات ذات المستوى العالي يصل في المباراة الواحدة إلى 10-11كم وسطياً
وتأتي هذه الفروق المعنوية الواضحة بأحجام الركض هي نتيجة الفرق الكبير بعدد المباريات المبرمجة في الروزنامات المحلية.
لذلك فإن احتراف اللاعب ومشاركته في دوريات عالية المستوى، تحتوي روزنامتها على أكثر من 45 مباراة في الموسم، تساعد معد المنتخب البدني ، فيما ستكون معاناته مضاعفة عندما يأتي اللاعب من دوريات ضعيفة لايزيد عدد مبارياتها عن 30 مباراة كامل الموسم الكروي ، ولذلك لابد وقتها من إيجاد حلولاً شافية من خلال إضافة أحمال بدنية لهؤلاء اللاعبين في أنديتهم بالتنسيق مع معدهم البدني بما لا يؤثر سلباً على رزنامة النادي.