إن سألت أي متابع بسيط لكرة القدم السؤال التالي: لتفترض أن لديك دورياً مكوناً من 14 فريق وبدأ منافساته في منتصف آب، كم جولة تتوقع أنه تم لعبها؟!
سيكون جوابه وبكل بساطة ودون أي تعقيدات: بالحد الأدنى سيكون ذهابه قد انتهى..
ولكن إن وجهت هذا السؤال بشكل خاص للجمهور السوري، سيكون الجواب التالي هو الأبرز:
روزنامة الدوري السوري ليست ثابتة بل هي الصفة الأبرز له وهي عادة من الصعب التخلي عنها وإلا نخسر مكاننا في دول العالم المتخلفة كروياً وبالتالي لا يمكن إعطاء جواب دقيق لهذا السؤال..
جواب هذا السؤال الآن. أنه ومنذ بداية الدوري السوري في 13 آب من العام المنصرم تم لعب 9 مراحل فقط. أي أن ذهاب الدوري لم ينته بعد مرور 5 أشهر تقريباً على بدايته ولن ينته ذهابه قبل منتصف شباط بأفضل الأحوال..
تأجيلات مستمرة كان بطلها الأساسي اتحاد حاتم الغايب والكادر الفني السابق للمنتخب بقيادة نزار محروس ولتكمل اللجنة المؤقتة هذه السلسلة من التأجيلات والحجة الأساسية تحضيرات المنتخب الأول لتصفيات كأس العالم لتكون المحصلة نقطتين فقط من أصل 18 ممكنة ودوري غير معروف مصيره وأندية زادت متاعبها وهمومها..
الخاسر الأكبر من عملية التأجيل المستمرة للدوري هو الأندية التي زادت أعبائها المادية وتتحمل الآن فوق طاقتها مع صعوبة الوضع الاقتصادي ونقص الاستثمارات. هذا الوضع الصعب دفع الأندية لمطالبة الاتحاد الكروي بمساعدتها والذي وعدها بتأمين الأموال من حقوق بث الدوري ولكن الأمر لم يتم حتى هذه اللحظة والوعود ذهبت مع الرياح والذي يزيد الوضع صعوبة على الأندية هو اضطرارها للعب بعض جولات الدوري في منتصف الأسبوع وبالتالي خسارتها لعائد مهم يتعلق بالحضور الجماهيري وكأن أندية الدوري السوري تحتاج لعصة قبر بعد الموت..
الدوري السوري من المقرر عودته لاستئناف نشاطه في 14 الشهر الجاري بمنافسات الجولة العاشرة على أن تلعب الجولة رقم 11 في 18 من الشهر الجاري ليعود الدوري إلى حالة السكون بسبب تصفيات كأس العالم حيث يلعب المنتخب السوري أمام الإمارات وكوريا الجنوبية في 27 كانون الثاني الحالي والأول من شباط المقبل على التوالي، ولا أحد يعرف متى يمكن عودة الدوري السوري لنشاطه بعد نهاية هذه النافذة الدولية.