جيلٌ ما، ليس سورياً وحسب، وإنما تقاطع بقواسم عربية مشتركة.. منصور مفتاح من قطر، حمود سلطان من البحرين، أحمد راضي من العراق، فتحي كميل من الكويت، ماجد عبد الله من السعودية، طاهر أبو زيد من مصر، ومن عاصرهم من نجوم علقت أسماؤهم في الذاكرة إلى وقتنا الحالي، وربما يستمرون إلى وقت طويل قادم، لأنهم لعبوا كرة القدم (على حبّتها)، لعبوها بالموهبة فقط فأبدعوا في ميادينها..
من طينة هؤلاء النجوم، ولعب ضدّهم جيعاً، قلب دفاع منتخب سورية وقائد كتيبتها آنذاك محمد دهمان، أحد أبرز من شغلوا هذا المركز ليس في سورية وحسب وإنما في الوطن العربي..
هو من جيل سوري كاد أن يسجل الحضور الوحيد في نهائيات كأس العالم في المكسيك 1986 إلا أنه تعثّر في آخر محطة أمام العراق.. هو من جيل لعب في النهائيات الأولمبية عام 1986، وأجبرته الإصابة على الاعتزال في سن الثلاثين عام 1989.
اتجه بعدها للتدريب فنال الشهادات الآسيوية d-c-b-a وهو مرشح لشهادة (برو) حالياً.. عمل لفترات متقطعة في منتخبي شباب سورية والمنتخب الأولمبي، ودرّب في أندية الحرية وجبلة والنواعير..
نسأل محمد دهمان عن كرة القدم السورية هذه الأيام، فتخرج التنهيدة حارقة، مستغرباً قلّة الوفاء، والتنكّر لعمر قضاه في خدمة الكرة السورية، يقول محمد دهمان لـ سوكر غول: متضايق جداً، وأمثالي كثر، بسبب قلة الوفاء، عشت وأبناء جيلي من اللاعبين سنوات طويلة في نادي الجيش وفي المنتخب الوطني، والبعض منهم وصل إلى العمل في اتحاد الكرة وفي المنتخبات الوطنية، ولم يتذكروا محمد دهمان، أو يتصلوا به للعمل معهم..
وأكمل الدهمان: لا نبحث عن أي منفعة شخصية، كل همّنا أن نضع خبرتنا في خدمة الكرة السورية، ونحن جاهزون لذلك، ونأمل من الاتحاد السوري الجديد لكرة القدم أن يستفيد من الكفاءات الموجودة لتطوير المنتخبات الوطنية… يحزّ في نفسي ألا يتذكرنا أحد، مع أننا عشنا ونمنا معاً لسنوات وسنوات..
ويتابع محمد دهمان في تنهيدته: أيام الاتحاد الكروي الأخير شكلوا لجنة وأسموها لجنة اللعب النظيف ووضعوا اسمي فيها حتى دون علمي.. على من تضحكون؟ وماذا تفعل لجنة اللعب النظيف؟ يا أسفي على هذا الزمن!
ماذا يفعل الدهمان؟
لدى الدهمان محل أدوات رياضية، وكان موظفاً في السكك الحديدية في حلب، لديه أربع بنات، وهو في المجال الرياضي خارج الحسابات حالياً.
130 مباراة بلا بطاقات
في سجل محمد دهمان 130 مباراة دولية لم يتلق خلالها أي بطاقة ملونة، مع أنه مدافع، وغالباً ما يضطر المدافعون لارتكاب الأخطاء، وقد ساعدته إمكانياته الكبيرة على تفادي الوقوع بالأخطاء.
يعتقد محمد دهمان أن المنتخبات الأخرى سبقت المنتخبات السورية بسبب فارق الإمكانيات المادية والتي ساعدتهم على استقدام أفضل مدربي العالم.
شكراً سوكر غول
في ختام حديثه، توجّه كابتن منتخب سورية في ثمانينات القرن الماضي بالشكر لموقع سوكر غول على تسليطه الضوء عليه، متمنياً له النجاح، ومنتظراً أن تلحق الكرة السورية بشقيقاتها العربيات، وأن تعرف الطريق إلى كاس العالم قريباً.