عاش نادي باريس سان جيرمان الفرنسي ليلة أوروبية حزينة، تبخر فيها حلم القطري ناصر الخليفي، رئيس النادي، والجمهور الباريسي في تحقيق الحلم بالفوز بلقب دوري ابطال أوروبا لأول مرة في تاريخه.
باريس الذي خسر النهائي قبل الماضي على يد بايرن ميونخ الألماني كان يمني النفس بالحصول على نتيجة أفضل بعد التعاقد مع ليونيل ميسي في صفقة انتقال حر من برشلونة الإسباني، لكن النهاية كانت أكثر قسوة.
حقيقة الميدان تقول أن باريس كان الطرف الأفضل في مباراة الذهاب، وربما دفع ثمن إهدار الفرص على مرمى تيبو كورتوا في مباراة بارك دي برانس، وفي مباراة العودة ظهر رجال الخليفي وكأنهم يلعبون في حديقة الامراء بأول ساعة، ومع تبقي نصف ساعة فقط على صافرة إقصاء الريال، واحد من أبرز المرشحين لنيل اللقب وصاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالتشامبيونزليج بواقع 13 مرة، قلب الميرينجي الأمور رأساً على عقب.
نصف ساعة فقط، بالأحرى 17 دقيقة احتاجها الريال لتسجيل ثلاثة أهداف، حملت جميعها توقيع كريم بنزيما، ليخرج باريس من البطولة من الباب الضيق، وبشكل لم يقبله الخليفي ولا بعض لاعبي سان جيرمان.
الخليفي استشاط غضباً وذهب صوب غرفة الحكام محاولاً تعليق شماعة فشله على خطأ دوناروما الذي لم يحتسبه الحكم الهولندي، ومنه جاء هدف التعادل للميرينجي في لقاء الإياب.
المشكلة ليست هنا، بل في تصرف اللاعبين خلف الكواليس، فتحدثت عدة صحف إسبانية وفرنسية عن وقوع مشاجرة عنيفة بين ثنائي باريس، نيمار دا سيلفا وجيانلويجي دوناروما داخل غرفة ملابس أثرياء عاصمة النور.
القصة بدأت بنقاش حاد بين الثنائي، حيث يرى البرازيلي أن الإيطالي كان السبب الرئيسي وراء ريمونتادا الريال القاتلة، بعدما تعامل مع الكرة بشكل خاطئ ومررها للاعب الريال الذي مهدها لكريم بنزيما ليضرب الطلقة الأولى في جسد بي إس جي، في الوقت الذي لم يقبل فيه جيجي دوناروما نبرة حديث نيمار الذي كان يعاتبه على لقطة الخطأ، واتهم حارس ميلان السابق نيمار بأنه السبب في هدف الريال الثاني بسبب خسارة الكرة في اللقطة التي سبقت شن لوكا مودريتش هجمة الهدف الثاني.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بعد المشادة العنيفة وصلت الأمور إلى تبادل الضربات بين الثنائي، ما جعل بعض اللاعبين في باريس يتدخلون لإنهاء المشكلة.
المشاجرة في غرفة الملابس الواحدة أمر يمكن أن نسمعه في دورياتنا العربية، لكن بالعقلية، التي من المفترض أن تكون احترافية، ليس من السهل رؤيته في دوريات القارة العجوز، ما يجعلنا نتساءل حقاً حول مدى احترافية مشروع باريس الرياضي، وكما نعرف دائماً، البيوت تُبنى من الداخل أولاً، وبالطبع ما فعله الخليفي منذ البداية يجعلنا نتذكر مقولة “إذا كان رب البيت بالدف ضارب، فشيمة أهل البيت الرقص”.
صحيح أن الخليفي ثار لأن هناك “جدل” باعتبار أن بعض صحف مدريد أقرت بوجود خطأ لدوناروما في لقطة الهدف الذي غير المباراة بالكامل، لكن ذلك لا يمكن أن يصدر من مسؤول كبير في رابطة الأندية الأوروبية، ومن المفترض أن يدرك معنى الاحترافية، ولا يمكنه اللوم على نيمار أو دوناروما بأي شكل من الاشكال بعدما فعله عقب صافرة النهاية.